وعن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا: أخرج إبليس من الجنّة ولعن، وأسكن آدم حين قال له:" اسكن أنت وزوجك الجنّة "، فكان يمشي فيها وحشيّاً، ليس له زوج يسكن إليها، فنام نومةً، فاستيقظ وإذا عند رأسه امرأة قاعدة، خلقها الله عزّ وجلّ من ضلعه، فسألها: ما أنت؟ قالت: امرأة؛ قال: ولم خلقت؟ قالت: تسكن إليّ؛ فقالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه: ما اسمها يا آدم؟ قال: حوّاء؛ قالوا: لم سمّيت حوّاء؟ قال: لأنها خلقت من شيء حيّ؛ فقال الله عزّ وجلّ:" اسكن أنت وزوجك الجنّة فكلا منها رغداً حيث شئتما " والرّغد: الهنيء " ولا تقربا هذه الشّجرة فتكونا من الظّالمين "، ثم إن إبليس حلف لهما بالله: إني لكما من النّاصحين، و" قال: يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملك لا يبلى "، وعلم أن لهما سوءة، وإنّما أراد أن يبدي لهما سوءاتهما، ما توارى عنهما، ويهتك لباسهما، فتقدّمت حوّاء فأكلت، ثم قالت: يا آدم كل، فإني أكلت فلم يضرّني؛ فلّما أكل آدم " بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة، وناداهما ربّهما ألم أنهكما عن تلكما الشّجرة وأقل لكما: إن الشيطان لكما عدوّ مبين "، فقال آدم: إنه حلف لي بك، ولم أكن أظنّ أحداً من خلقك يحلف بك كاذباً، " وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين، قال: اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ فأهبطهم إلى الأرض، آدم وحوّاء وإبليس والحيّة، " ولكم في الأرض مستقّر ومتاع إلى حين ".
وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنّ أباكم آدم كان كالنخلة السّحوق ستّين ذراعاً، كثير الشّعر، موارى العورة؛ فلّما أصاب الخطيئة بدت له سوءته، فخرج من الجنّة؛ قال: فلقيته شجرة فأخذت بناصيته، فناداه ربّه: أفراراً منّي يا آدم! قال: بل حياءً منك والله يا ربّ مما جئت به ".
وعن خالد، قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، آدم خلق للأرض أمّ للسّماء؟ فقال: ما هذا يا أبا مبارك؟ قال: فقال: خلق للأرض؛ قال: فقلت: أرأيت لو أنه