عبد الملك، ورأسه كالثغامة، فقال: لو غيّرت هذا الشّيب؟ فذهب فاختضب بسواد ثم دخل عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، قلت بيتاً لم أقل قبله ولا أراني أقول بعده؛ قال: هات؛ فقال: من الطويل
وعن أدهم بن محرز الباهليّ؛ أنه أتى عبد الملك بن مروان ببشارة الفتح؛ قال: فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أمّا بعد، فإنّ الله قد أهلك من رؤوس أهل العراق ملقح فتنة ورأس ضلالة سليمان بن صرّد، ألا وإن السيّوف تركت رأس المسيّب بن نجبة خذاريف، ألا وقد قتل الله من رؤوسهم رأسين عظيمين ضالّين مضلّين: عبد الله بن سعد، أخا الأزد، وعبد الله بن وال، أخا بكر بن وائل؛ فلم يبق بعد هؤلاء أحد عنده دفاع أو امتناع.
وعن عبد الملك بن عمير، قال: خرجت بوماً من منزلي نصف النّهار، والحجّاج جالس وبين يديه رجل موقف، عليه كمّةً من ديباج، والحجّاج يقول: أنت همدان مولى عليّ، تعال سبّه؛ قال: إن أمرتني فعلت، وما ذاك جزاؤه، ربّاني صغيراً، وأعتقني كبيراً؛ قال: فما كنت تسمعه يقرأ من القرآن؟ قال: كنت أسمعه في قيامه وقعوده، وذهابه ومجيئه يتلو:" فلّما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون، فقطع دابر القوم الذين ظلموا، والحمد لله ربّ العالمين "؛ وقال: فابرأ منه؛ قال: أمّا هذه فلا، سمعته يقول: تعرضون على سبّي فسّبوني، وتعرضون على البراءة منّي فلا تبرؤوا منّي، فإنّي على الإسلام.
وقال: أما ليقومنّ إليك رجل يتبرأ منك ومن مولاك، يا أدهم بن محرز، قم إليه فاضرب عنقه؛ فقام إليه يتدحرج كأنه جعل، وهو يقول: يا ثارات عثمان.