وقال الهيثم بن عمران: سمعن إسماعيل بن عبيد الله يقول: ينبغي لنا أن نحفظ حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يحفظ القرآن لأن الله يقول: " وما آتاكم الرسول فخذوه ".
وقال: سمعت إسماعيل بن عبيد الله وسمع ربيعة بن يزيد يحدث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم ثنى ثم ثلث فحدث إسماعيل عن كسرى ثم ثنى ثم ثلث؛ فقال ربيعة: غفر الله لك أبا عبد الحميد، حدثت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتحدث عن كسرى؟ فقال: ما حدثت عنه إلا من أجلك، انظر كيف تحدث يا ربيعة، فإنك ترى الإمام على المنبر يتكلم بالكلام فما تخرجون من المسجد حتى تختلفوا عليه، والله لأن أكذب على كسرى أحب إلي من أن أكذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال: وسمعته يحدث، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: كم أتت عليك يا إسماعيل سنة؟ قلت: ستون سنة وشهور؛ قال: يا إسماعيل، إياك والمزاج.
قال عبد الملك بن مروان: ما رأيت مثلنا ومثل هذه الأعاجم، كان الملك فيهم دهراً طويلاً، فوالله ما استعاذوا منا إلا برجل واحد يعني النعمان بن المنذر ثم عادوا عليه فقتلوه؛ وأن الملك فينا مد هذه المدة فقد استعنا منهم برجال حتى في لغتنا، هذا إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر يعلم ولد أمير المؤمنين العربية! قال إسماعيل لبنيه: يا بني أكرموا من أكرمكم وإن كان عبداً حبشياً، وأهينوا من أهانكم وإن كان رجلاً قرشياً.
قال ابن يونس: توفي سنة إحدى وثلاثين ومئة، وكان مولده سنة إحدى وستين.