وعاش عمراً طويلاً إلى أن أدرك آخر سلطان بني أمية، ولم يدرك الدولة العباسية.
وكان طيباً مليحاً مندراً بطالاً، مليح الشعر، وكان كالمنقطع إلى عروة بن الزبير.
وإنما سمي إسماعيل بن يسار النسائي، لأن أباه كان يصنع طعام العرس ويبيعه فيشتريه منه من أراد التعريس من المتجملين، وممن لم تبلغ حاله اصطناع ذلك.
أنش ثعلب عن عبد الله بن شبيب له: من الطويل
ألا هل إلى ما لا ينال سبيل ... وهل يسعدني إن بكيت خليل
وحتى متى تبقى عظام بجيفة ... عواري برتهن الهموم، نحول
وطرف أفلت رعية النجم حدة ... وجانبه التغميض فهو كليل
ونفس نهاها الحب عن مستقرها ... حشاشاتها بين الضلوع تجول
وقد كنت إذ شربي وشربك واحد ... لساني به مني إليك رسول
وكيف وأمسي لا أزال وحارس ... علي على أن لا أراك خليل
وقال يرثي أبا بكر بن حمزة بن عبد الله بن الزبير: من الكامل
غلب العزاء وفاتني صبري ... لما نعى الناعي أبا بكر
وأقول أعوله وقد ذرفت ... عيني فماء شؤونها يجري
أنى وأي فتى يكون لنا ... شرواك عند بوازم الأمر
لدفاع خصم ذي مشاغبة ... ولعائل ترب أخي فقر
ولعمر من حبس المطي له ... بالأخشبين صبيحة النحر
لو كان نيل الخلد أدركه ... بشر بطيب الخيم والخير
لغبرت لا تخشى المنون وما ... نالتك نبل غوائل الدهر
قال: وهي طويلة.