الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنك رسول قوم وإن لك حقاً، ولكن جئتنا ونحن مرملون، فقال عثمان بن عفان: أنا أكسوه حلة صفورية وقال رجل من الأنصار: علي ضيافته.
قال ابن إسحاق:
فلما انتهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى تبوك أتاه يحنة بن رؤبة صاحب أيلة فصالح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأعطاه الجزية، وأتاه أهل جرباء وأذرح فأعطوه الجزية، وكتب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم كتاباً فهو عندهم. فكتب ليحنة بن رؤبة: بسم الله الرحمن الرحيم هذا أمنة من الله ومحمد النبي ورسوله ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة أساقفهم وسائرهم في البر والبحر، لهم ذمة الله وذمة النبي ومن كان معه من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثاً فإنه لا يحول ماله دون نفسه، وأنه طيب لمن أخذه من الناس وأنه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه ولا طريقاً يريدونه من بر أو بحر. هذا كتاب جهيم بن الصلت وشرحبيل بن حسنة بإذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال ابن إسحاق: وكتب لأهل جرباء وأذرح: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمد النبي لأهل أذرح: إنهم آمنون بأمان الله وأمان محمد، وإن عليهم مئة دينار في كل رجب وافية طيبة، والله كفيل عليهم بالنصح والإحسان إلى المسلمين. ومن لجأ إليهم من المسلمين. وذكر باقي الحديث.
وأعطى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل أيلة برده مع كتابه الذي كتب لهم أماناً لهم، فاشتراه أبو العباس عبد الله بن محمد بثلاث مئة دينار.
ثم إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا خالد بن الوليد فبعثه إلى أكيدر دومة.
وعن قيس بن النعمان السكوني قال: خرجت خيل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمع بها أكيدر دومة الجندل فانطلق إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ