فإن تصبح الأرض عريانة ... يهب بها الشمال الزعزع
فقد كان ساكنها ناعماً ... له محضر وله مربع
ومغترب ينقضي ليله ... هموماً ومقلته تهمع
يؤرقه ما به من الفؤا ... د فما يستقر به مضجع
ألا إن بالغور له حاجة ... تؤرق عيني فما تهجع
إذا الليل ألبسني ثوبه ... تقلب فيه فتى موجع
يجاذبه بالحجاز الهوى ... إذا اشتملت فوقه الأضلع
ولا يستطيع الفتى ستره ... إذا جعلت عينه تدمع
لقد زادني طرباً بالفرا ... ق بوارق غورية تلمع
إذا قلت: قد هدأت عارضت ... بأبيض ذي رونق يسطع
ودوية بين أقطارها ... مفاوز أرضين لا تقطع
تضل القطا بين أرجائها ... إذا ما تسدي الفتى المصقع
تخطيتها بين عيرانة ... من الريح في مرها أسرع
إلى جعفر نزعت همتي ... فأي فتى نحوه تنزع
إذا وضعت رحلها عنده ... تضمنها البلد الممرع
وما لامرئ دونه مطلب ... وما لامرئ دونه مقنع
رأيت الملوك تغض الجفو ... ن إذا ما بدا الملك الأتلع
يفوت الرجال بحسن القوا ... م ويقصر عن شأوه المسرع
إذا رفعت كفه معسراً ... أبي الفضل والعز أن يوضعوا
فما يرفع الناس من حطه ... ولا يضع الناس من يرفع
يريد الملوك مدى جعفر ... وهم يجمعون ولا يجمع
وكيف ينالون غاياته ... وما يصنعون كما يصنع؟
وليس بأوسعهم في الغنى ... ولكن معروفه أوسع
هو الملك المرتجى ألذي ... يضيق بأمثالها الأذرع
يلوذ الملوك بأركانه ... إذا نابها الحدث المفظع
بديهته مثل تفكيره ... إذا رمته فهو مستجمع