للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلمة فلله أبوك.

قلت: وبم وصفه امرؤ القيس؟ فقال: بقوله: " من الطويل "

وليلٍ، كموج البحر أرخى سدوله ... علي بأنواع الهموم ليبتلي

فقلت له لما تمطى بجوزه ... وأردف أعجازاً وناء بكلكل

ألا أيها الليل الطويل ألا انجل ... بصبحٍ وما الإصباح فيك بأمثل

قلت: وبما وصفه النابغة؟ فقال: بقوله: " من الطويل "

كليني لهمٍّ يا أميمة ناصب ... وليلٍ أقاسيه بطيء الكواكب

وصدرٍ أراح الليل عازب همه ... تضاعف فيه الهم من كل جانب

تقاعس حتى قلت ليس بمنقضٍ ... وليس الذي يهدي النجوم بآيب

قلت له: وبم وصفه بشار؟ فقال: بقوله: " من الطويل "

خليلي ما بال الدجى لا تزحزح ... وما بال ضوء الصبح لا يتوضح؟

أظن الدجى طالت وما طالت الدجى ... ولكن أطال الليل سقم مبرح

أضل النهار المستنير طريقه ... أم الدهر ليلٌ كله ليس يبرح؟

قلت له: يا مولاي هل لك في شعر قلته لم أسبق إليه؟ قال: نعم.

فقلت: " من مجزوء الرمل "

كلما اشتد خضوعي ... لجوىً بين ضلوعي

ركضت في حلبتي خد ... ي خيلٌ من دموعي

قال: فثنى رجله من بغلته وقال: هاكها فاركبها فأنت أحق بها مني.

فلما مضى سألت عنه فقيل: هو أبو تمام حبيب بن أوس الطائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>