وحدث الشريد الهمداني قال: خرجنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، فبينا أنا أمشي ذات يوم إذا وقع ناقة خلفي، فالتفت فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " الشريد؟ " فقلت: نعم، قال: " ألا أحملك؟ " قلت: بلى.
وما بي من عناءٍ ولا لغوب، ولكن أردت البركة في ركوبي مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأناخ، فحملني، فقال: " أمعك من شعر أمية بن أبي الصلت؟ " قلت: نعم.
قال: " هات ".
فأنشدته.
قال: " أظنه قال مئة بيت، فقال: عند الله علم أمية بن الصلت ".
قال أبو هريرة: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن أصدق كلمةٍ قالها شاعر كلمة لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
وكاد ابن أبي الصلت أن يسلم ".
وعن ابن عباس قال: أنشد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قول أمية بن أبي الصلت: " من الكامل "
رجلٌ وثور تحت رجل يمينه ... والنسر للأخرى وليثٌ مرصد
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فصدق ".
وأنشد قوله:
والشمس تطلع كل آخر ليلةٍ ... صفراء يصبح لونها يتورد
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صدق ".
وأنشد قوله:
تأبى فما تطلع لنا في رسلها ... إلا معذبةً وإلا تجلد
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صدق ".
وعن عكرمة قال: قال ابن عباس: إن الشمس تطلع كل سنة في ثلاث مئة وستين كوة، تطلع كل يوم في كوة لا ترجع إلى تلك الكوة إلا ذلك اليوم من العام القابل، ولا تطلع إلا وهي كارهة، فتقول: رب لا