شك قوم فيه إلا أنه من شهرته في نفسه وشهرة أخباره لا يجوز أن يشك فيه، وليس له من الأحاديث إلا القليل، فلا يتهيأ أن يحكم عليه بالضعف، بل هو صدوق ثقة مقدار ما يروى عنه، ومالك ينكره يقول: لم يكن.
القرني: بالقاف والراء مهملة والنون.
أويس: بطن من مراد، أخبر به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل وجوده، وشهد مع علي صفين، وكان من خيار المسلمين.
قال أصبغ بن يزيد: أسلم أويس القرني على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن منعه من القدوم بره لأمه.
قال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن من خير التابعين رجل من قرن، يقال له أويس القرني.
حدث أسير بن جابر قال: كان محدث بالكوفة يحدثنا، فإذا فرغ من حديثه تفرقوا، ويبقى رهطٌ فيهم رجل يتكلم بكلامٍ لم أسمع أحداً يتكلم بكلامه، فأتيته ففقدته، فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلاً كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: أنا أعرفه ذاك أويس القرني.
قلت: أفتعرف منزله؟ قال: نعم.
فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إلي، فقلت: يا أخي من حبسك عنا؟ قال: العري.
قال: وكان أصحابه يسخرون منه ويؤذونه قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه.
قال: لا تفعل فإنهم إذاً يؤذوني إذا رأوه.
قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم، فقالوا: من ترون خدع عن برده هذا؟! قال: فجاء موضعه، قال: أترى؟ قال: فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل؟ قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة، قال: فأخذتهم بلساني أخذاً شديداً، قال: فقضي أن أهل الكوفة وفدوا على عمر بن الخطاب، فوفد رجل ممن كان يسخر به، فقال عمر: ما ههنا أحد من القرنيين؟ قال: فجاء ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له أويس، لا يدع باليمن غير أمٍّ له، وقد كان به بياض فدعا الله عز وجل فأذهبه عنه، إلا مثل موضع الدينار، أو الدرهم، فمن لقيه منكم فأمروه أن يستغفر لكم.
قال - يعني عمر -: فقدم علينا، قال: قلت: من أين؟ قال: من اليمن.
قلت: ما اسمك؟ قال: أويس.
قال: قلت: فمن تركت باليمن؟ قال: أماً لي قال: