قال عمرو بن عبسة: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: من تابعك على أمرك؟ قال:" حرٌّ وعبد ".
يعني أبا بكر وبلالاً، فكان عمر يقول بعد ذلك: ولقد رأيتني وإني لربع الإسلام.
وحدث هشام بن عروة عن أبيه قال: كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب على الإسلام وهو يقول: أحدٌ أحد، فيقول ورقة: أحدٌ أحد والله يا بلال! ثم يقبل على من يفعل ذلك به من بني جمح وعلى أمية فيقول: أحلف بالله لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حناناً، يقول: لأتمسحن به.
قال عامر: كان موالي بلال يأخذونه فيضجعونه في الشمس ثم يأخذون الحجر فيضعونه على بطنه ويعصرونه ويقولون: دينك اللات والعزى، فيقول: ربي الله، ويقول: أحدٌ أحد، فقال: وايم الله لو أعلم كلمةً هي أغلظ لكم منها لقلتها، قال: فمر أبو بكر الصديق بهم، فقالوا: يا أبا بكر أل تشتري أخاك في دينك؟ قال: بلى، فاشتراه بأربعين أوقية فأعتقه.
وفي حديث آخر: أن أبا بكرٍ قال لعباس: اشتر أنت بلالاً، فاشتراه وبعث به إلى أبي بكر فأعتقه؛ فكان يؤذن لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد أن يخرج إلى الشام فقال أبو بكر: بل عندي، فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، وإن كنت أعتقتني لله فذرني أذهب إلى الله.
قال: فخرج إلى الشام فأقام بها حتى مات.
وقيل: إن أبا بكر رضي الله عنه اشتراه بسبع أواقي ثم أعتقه، ثم انطلق إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله اشتريت بلالاً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" الشركة يا أبا بكر ".