للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيره؟ قال: نعم، قال: وسمعت كعباً يقول: إن البذر ينزل مع المطر فيخرج في الأرض قال: صدقت، وأنا قد سمعته.

كان تبيع بن عامر رجلاً مرحلاً كان دليلاً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرض عليه الإسلام فلم يسلم حتى توفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسلم مع أبي بكر رضي الله عنه، وقد كان يقص عند أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قال حسين بن شفي بن ماتع الأصبحي: كنا جلوساً مع عبد الله بن عمرو بن العاص إذ أقبل تبيع فقال عبد الله: أتاكم أعلم من عليها، فلما جلس قال عبد الله بن عمرو: يا أبا عبيدة أخبرنا عن الخيرات الثلاث والشرات الثلاث، قال: نعم، الخيرات الثلاث: لسانٌ صادق، وقلبٌ نقي، وامرأة صالحة، والشرات الثلاث: لسانٌ كذوب، وقلبٌ فاجر، وامرأة سوء.

فقال عبد الله قد قلت لكم.

حدث رشيد بن كيسان الفهمي قال: كنا برودس وأميرنا جنادة بن أبي أمية الأزدي، فكتب إلينا معاوية بن أبي سفيان: إنه الشتاء ثم الشتاء، فتأهبوا له.

فقال له تبيع ابن امرأة كعب الأحبار: تقفلون إلى كذا وكذا، فقال الناس: وكيف نقفل وهذا كتاب معاوية إن الشتاء ثم الشتاء؟ فأتاه بعض أهل خاصته من الجيش فقال: ما يسميك الناس إلا الكذاب لما تذكر لهم من الفعل الذي لا يرجونه، فقال تبيع: فإنهم يأتيهم إذنهم في يوم كذا وكذا وشهر كذا وكذا، وآية ذلك أن تأتي ريحٌ فتقلع هذه الثنية التي في مسجدهم هذا، فانتشر قوله فيهم، فأصبحوا ذلك اليوم في مسجدهم ينتظرون ذلك وكان يوماً لا ريح فيه، فانتظروا حتى احتاجوا إلى المقيل والغداء، وملوا فانصرفوا إلى مساكنهم أو إلى مراكبهم، حتى إذا انتصف النهار، وقد بقي في المسجد بقايا من الناس، فأقبلت ريحٌ عصار فأحاطت بالثنية فقلعتها وتصايح الناس في منازلهم خرت الثنية، خرت الثنية، فأقبلوا

<<  <  ج: ص:  >  >>