كم طوله؟ قال:" من مقامي إلى عمان - وهو يومئذٍ بالمدينة - شرابه أطيب من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها حتى يفرغ من الحساب - أو كما ذكر - له ميزابان يصبان فيه من ورق ".
حدث أبو الدرداء أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاء فأفطر، فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فقال: أنا صببت عليه وضوءه.
كان ثوبان من العرب من حكم بن سعد، كان يسكن بالرملة، وكانت له هناك دار، ولا عقب له، وكان من ناحية اليمن.
ومات ثوبان بمصر سنة أربعٍ وخمسين، وقيل: مات بحمص، وله بها دار صدقة، حبسٌ على مهاجري فقراء ألهان.
ولثوبان في اليمن نسب.
ولما أعتقه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له:" يا ثوبان، إن شئت أن تلحق بمن أنت منه فعلت، فأنت منهم، وإن شئت أن تثبت فأنت منا أهل البيت ".
فثبت على ولاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قبض بحمص.
وشهد ثوبان فتح مصر واختط بها داراً.
قال يوسف بن عبد الحميد: لقيت ثوبان فرأى علي ثياباً، فقال: ما تصنع بهذه الثياب؟ ورأى علي خاتماً فقال: ما تصنع بهذا الخاتم؟ إنما الخواتيم للملوك.
قال: فما اتخذت خاتماً بعد.
قال: فحدثني ثوبان أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا أهله، فذكر علياً وفاطمة وغيرهما، قال: قلت: يا رسول الله، أمن أهل البيت أنا؟ فسكت، ثم قلت: يا رسول الله أمن أهل البيت أنا؟ فسكت.
فقال في الثالثة:" نعم، على أن لا تقف على باب سدة ولا تأتي أميراً ".