قال: قل معروفاً يا أمير المؤمنين فقد بلونا قريشاً فوجدناك أوراها زنداً وأكثرها رفداً، فارعنا رويداً، فإن شر الرعاء الحطمة.
ولما خرج عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ومعه لواء معاوية جعل يقاتل ويرتجز:
أنا ابن سيف الله ذاكم خالد ... أضرب كل قدمٍ وساعد
بصارمٍ مثل الشهاب الواقد ... أنصر عمي إن عمي والدي
بالجهد لا بل فوق جهد الجاهد
فخرج إليه جارية بن قدامة وهو يقول:" من مشطور الرجز "
اثبت لصدر الرمح يا بن خالد ... اثبت لليث ذي فلولٍ حارد
من أسد خفان شديد الساعد ... ينصر خير راكعٍ وساجد
من أسد خفان كحق الوالد
ثم اطعنا فلم يصنعا شيئاً، وانصرف كل واحد منهما عن صاحبه.
حدث أحمد بن عبيد قال: بين الأحنف في الجامع بالبصرة، إذا رجل قد لطمه، فأمسك الأحنف يده على عينه وقال: ما شأنك؟ فقال: اجتعلت جعلاً على أن ألطم سيد بني تميم، فقال: لست سيدهم، إنما سيدهم جارية بن قدامة - وكان جارية في المسجد - فذهب الرجل فلطمه، قال: فأخرج جارية من حقه سكيناً وقطع يده وناوله، فقال الرجل: ما أنت قطعت يدي، إنما قطعها الأحنف بن قيس.