قال الفرزدق لامرأته نوار: أنا أشعر أم ابن المراغة؟ قالت: غلبك على حلوه، وشركك في مره.
قال ابن سلمة: سألت الأسيدي - أخا بني سلمة - عن جرير والفرزدق فقال: بيوت الشعر أربعة، فخر ومديح وهجاء ونسيب، وفي كلها غلب جرير، فالفخر قوله:
إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابا
والمدح قوله:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
والهجاء قوله:
فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعباً بلغت ولا كلابا
والنسيب قوله:
إن العيون التي في طرفها مرض ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
قال الكلبي: أتى أعرابي عبد الملك بن مروان، فمدحه فأحسن المدحة، فأعجب به عبد الملك فقال له: من أنت يا أعرابي؟ قال: رجل من عذرة. قال: أولئك أفصح الناس. هل تعرف أهجا بيت في الإسلام؟ قال: قول جرير:
فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعباً بلغت ولا كلابا
فقال عبد الملك: أحسنت فهل تعرف أمدح بيت قيل في الإسلام؟ قال: نعم، قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح