جندب وما جندب؟ والأقطع الخير زيد وجعل يعيد ذلك ليلته ". فقال له القوم: يا رسول الله، ما زال هذا قولك منذ الليلة قال: " رجلان من أمتي يقال لأحدهما جندب، يضرب ضربة يفرق بين الحق والباطل، والآخر يقال له زيد، يسبقه عضو من أعضائه إلى الجنة، ثم يتبعه سائر جسده ".
قال: فأما جندب فإنه أتي بساحر عند الوليد بن عقبة وهو يريهم أنه يسحر، فضربه بالسيف فقتله، وأما زيد فقطعت يده في بعض مشاهد المسلمين، ثم شهدا جميعاً مع علي. فقتل زيد يوم الجمل مع علي.
وفي حديث آخر: فلما ولي عثمان، ولى الوليد بن عقبة الكوفة، فصلى بهم الغداة ركعتين ثم قال: اكتفيتم أو أزيدكم؟ فقالوا: لا تزدنا. قال: ثم أجلس رجلاً يسحر، يريهم أنه يحيي ويميت، فأتى جندب الصياقلة، فقال: ابغونا صفيحة لا ترد علي، فجاء بسيف تحت برنسه، ثم ضرب به عنق الساحر فقال: أحي نفسك الآن. فقال الناس: خارجي فقال: لست بخارجي، من عرفني فأنا الذي أعرف، ومن لم يعرفني فأنا جندب. فرفع إلى عثمان فقال: شهرت سيفاً في الإسلام، لولا ما سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيك لضربتك بأجود صفيحة بالمدينة. ثم أمر به إلى جبل الدخان.
وأما زيد فقطعت يده بالقادسية، وقتل يوم الجمل. فقال: ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم، أتيناهم في دارهم، وطعنا على خليفتهم، فيا ليتنا إذ ابتلينا صبرنا.
وقيل: إن الوليد أمر بجندب ديناراً صاحب السجن، وكان رجلاً صالحاً فسجنه، فأعجبه نحو الرجل فقال: أفتستطيع أن تهرب؟ قال: نعم: قال: فاخرج، لا يسألني الله عنك أبداً.