قال: ويقال إنّ معاوية قال لابن عباس يوماً: أصبحت سيد قومك. قال: ما بقي أبو عبد الله فلا.
وعن حرب بن خالد قال: قال معاوية يوماً لحسين: يا حسين؛ فقال عبد الله بن الزبير: يا أبا عبد الله إياك يريد. فقال له معاوية: أردت أن تغريه في أني سميته وأنك كنيته؛ أما والله ما أولع شيخ قوما قط بالرتاج إلا مات بينهما. قال: الرتاج: الغلق والباب.
قال حرب بن خالد: سألت زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب: وفي كم كان علي بن أبي طالب؟ قال: في مائة الف. يعني يوم صفين.
قال وهب بن حسن مولى الربيع بن يونس، وكان عالماً فاضلاً عاقلاً قال: خرج داود بن سلم حتى قدم على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية، فلما نزل به قام غلمانه إلى متاعه، فأدخلوه وحطوا على راحلته، ثم دخل عليه فأنشده قوله:
ولمّا دفعت لأبوابهم ... ولاقيت حرباً لقيت النجاحا
وجدناه يحمده المجتدون ... ويأبى على العسر إلا سماحا
ويغشون حتى ترى كلبهم ... يهاب الهرير وينسى النباحا
فأنزله وأكرمه، وأجازه بجائزة عظيمة، ثم استأذنه للخروج فأذن له، وأعطاه ألف دينار وقال: لا إذن لك علي، فودعه وخرج من عنده وغلمانه جلوس، فلم يقم إليه منهم أحد ولم يعنه، فظن أن حرب بن خالد ساخط عليه فرجع إليه، فقال له: إنك على موجدة؟ قال: لا، وما ذاك؟ فأخبره أن غلمانه لم يعينوه على رحله. فقال له: ارجع إليهم فسلهم، فرجع إليهم فسألهم فقالوا: إنا ننزل من جاءنا، ولا نرحل من خرج من عندنا. فلما قدم المدينة سمع الغاضري بحديثه وجاءه فقال: إني أحب أن أسمع الحديث من فيك، فحدثه به وأنشده الأبيات. فقال: هو يهودي، وهو نصراني إن لم يكن الذي فعل الغلمان أحسن من شعرك.