لها مقلة هي روح لها ... وتاج على هيئة البرنس
إذا غازلتها الصبا حركت ... لساناً من الذهب الأملس
وإن رنقت لنعاس عرا ... وقطت من الرأس لم تنعس
وتنتج في وقت تلقيحها ... ضياء يجلي دجى الحندس
فنحن من النور في أسعد ... وتلك من النار في أنحس
فقام أبو نصر بن كشاجم، وقبل الأرض بين يديه، وسأله أن يأذن له في إجازة الأبيات فأذن له، فقال:
وليلتنا هذه ليلة ... تشاكل أشكال إقليدس
فيا ربة العود حثي الغناء ... ويا حامل الكأس لا تحبس
فتقدم بأن يخلع عليه، وحمل إليه صلة سنية، وإلى كل واحد من الحاضرين.
ومن مختار شعر الحسن بن أحمد الأعصم:
يا ساكن البلد المنيف تعززاً ... بقلاعه وحصونه وكهوفه
لا عز إلا للعزيز بنفسه ... وبخيله وبرجله وسيوفه
وبقبة بيضاء قد ضربت على ... شرف الخيام لجاره وحليفه
قرم إذا اشتد الوغى أردى العدا ... وشفى النفوس بضربه ووقوفه
لم يرض بالشرف التليد لنفسه ... حتى أشاد تليده بطريفه
وقوله في علته:
ولو أني ملكت زمام أمري ... لما قصرت عن طلب النجاح
ولكني ملكت فصار حالي ... كحال البدن في يوم الأضاحي
يقدن إلى الردى فيمتن كرهاً ... ولو يسطعن طرن مع الرياح