للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبلغ ذلك الحسن بن علي فقال: والله ما أراد الحق، ولكنه أراد أن يغري بني هاشم بالسخاء فيفنوا أموالهم ويحتاجوا إليه، ويغري آل الزبير بالشجاعة فيفنوا بالقتل، ويغري بني مخزوم بالتيه فيبغضهم الناس، ويغري بني أمية بالحلم فيحبهم الناس.

قال شرحبيل: دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه فقال: يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته.

وعن شعبة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: الخلافة من بعدي ثلاثون سنة.

قال رجل كان حاضراً في المجلس: قد دخلت من هذه الثلاثين ستة شهور في خلافة معاوية. فقال: من ههنا أتيت! تلك الشهور كانت البيعة للحسن بن علي، بايعه أربعون ألفاً واثنان وأربعون ألفاً.

قال جرير: لما قتل علي بايع أهل الكوفة الحسن بن علي، وأطاعوه وأحبوه أشد من حبهم لأبيه. حدث جماعة من أهل العلم قالوا: بايع أهل العراق بعد علي بن أبي طالب الحسن بن علي ثم قالوا له: سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا الله ورسوله وارتكبوا العظيم، وابتزوا الناس أمورهم، فإنا نرجو أن يمكن الله منهم.

فسار الحسن إلى أهل الشام وجعل على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في اثني عشر ألفاً وكانوا يسمون شرطة الخميس.

وقيل: وجه إلى الشام عبيد الله بن العباس ومعه قيس بن سعد، فسار فيهم قيس حتى نزل مسكن والأنبار وناحيتها، وسار الحسن حتى نزل المدائن.

<<  <  ج: ص:  >  >>