فلما مات الحسن بعثت جعدة إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها فقال: إنا والله لم نرضك للحسن فنرضاك لأنفسنا، فقال كثير ويرى للنجاشي: من السريع
يا جعد بكيه ولا تسأمي ... بكاء حق ليس بالباطل
لن تستري البيت على مثله ... في الناس من حاف ولا ناعل
أعني الذي أسلمه أهله ... للزمن المستخرج الماحل
كان إذا شبت له ناره ... يرفعها بالنسب الماثل
كيما يراها بائس مرمل ... أو فرد قوم ليس بالآهل
يغلي بني اللحم حتى إذا ... أنضج لم يغل على آكل
قال رقبة بن مصقلة: لما حضر الحسن بن علي قال: أخرجوا فراشي إلى الصحن حتى أنظر في ملكوت السموات، فأخرجوا فراشه، فرفع رأسه، فنظر فقال: اللهم إني أحتسب نفسي عندك، فإنها أعز الأنفس علي، قال: فكان مما صنع الله له أن احتسب نفسه عنده.
وفي رواية: اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإني لم أصب بمثلها.
قال عبد الرحمن بن مهدي: لما اشتد بسفيان المرض جزع جزعاً شديداً، فدخل عليه مرحوم بن عبد العزيز، وكان شيخاً عاقلاً فقال: يا أبا عبد الله ما هذا الجزع؟ تقدم على رب عبدته ستين سنة، صمت له، صليت له، حججت له، أرأيتك لو كان لك عند رجل يد، أليس كنت تحب أن تلقاه حتى يكافئك؟ قال: فسري عنه.
قال أبو جعفر: حدث بهذا السندي ونحن مع أبي نعيم، فقال أبو نعيم: لما اشتد المرض بالحسن بن علي بن أبي طالب جزع، قال: فدخل عليه رجل