سقطت وتكشفت. فبلغ ذلك قوماً في بعض المغازي، فكتب رجل منهم إلى عمر رضي الله عنه بهذه الأبيات: من الوافر
ألا أبلغ أبا حفصٍ رسولاً ... فدىً لك من أخي ثقةٍ إزاري
قلائصنا هداك الله، إنّا ... شغلنا عنكم زمن الحصار
لمن قلصٌ تركن معقّلاتٍ ... قفا سلع بمختلف النّجار
يعقّلهنّ جعدة من سليمٍ ... وبئس معقّل الذّود الظّؤار
يعقّلهنّ أبيض شيظميٌّ ... معرٌّ يبتغي سقط العذاري
فلما قرأ عمر الأبيات قال: علي بجعدة من سليم: فأتوه به فكان سعيد يقول: إني لفي الأغيلمة الذين جروا جعدة إلى عمر، فلما رآه قال: أشهد أنك أبيض شيظمي كما وصف، فضربه مئة، ونفاه إلى عمان.
ومن شعر الوزير أبي القاسم المغربي: من الطويل
خف الله واستدفع سطاه وسخطه ... وسله فمهما تسأل الله تعطه
فما تقبض الأيام من نيل حاجةٍ ... بنان فتىً أبدى إلى الله بسطه
وكن بالذي قط خطّ في اللوح راضياً ... فلا مهرب مما قضاه وخطّه
وإن مع الرزق اشتراط التماسه ... وقد يتعدّى إن تعدّيت شرطه
ولو شاء ألقى في فم الطير قوته ... ولكنه أفضى إلى الطير لقطه
إذا ما احتملت العبء فانظر قبيل أن ... تنوء به أنّى تروم محطّه
وأفضل أخلاق الفتى الحلم والحجا ... إذا ما صروف الدهر أنهجن مرطه