عليهما الحر؟ فقال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شيء، فلو جلست حتى أجمع لفاطمة تمرات، فجلس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلي ينزع لليهودي دلواً بتمرة، حتى اجتمع له شيء من تمر، فجعله في حجرته ثم أقبل، فحمل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدهما، وعلي الآخر حتى قلبهما.
قال يزيد بن أبي زياد: خرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع حسيناً يبكي فقال: ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.
وعن حبشي بن جادة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله تعالى اصطفى العرب من جميع الناس، واصطفى قريشاً من العرب، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من قريش، واختارني في نفر من أهل بيتي: علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين.
وعن عبد الله بن عمر قال: كان على الحسن والحسين تعويذان فيهما من زغب جناح جبريل عليه السلام.
وعن ربيعة السعدي قال: لما اختلف الناس في التفضيل، رحلت راحلتي وأخذت زادي وخرجت حتى دخلت المدينة، فدخلت على حذيفة بن اليمان، فقال لي: من الرجل؟ قلت: من أهل العراق، فقال لي: من أي العراق؟ قال: قلت: رجل من أهل الكوفة. قال: مرحباً بكم يا أهل الكوفة. قال: قلت اختلف الناس علينا في التفضيل، فجئت لأسألك عن ذلك.
فقال لي: على الخبير سقطت. أما إني لا أحدثك إلا بما سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي.
خرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأني أنظر إليه، كما أنظر إليك الساعة حامل الحسين بن علي على عاتقه، كأني أنظر إلى كفه الطيبة واضعها على قدمه يلصقها بصدره فقال: يا أيها الناس، لأعرفن ما اختلفتم في الخيار بعدي، هذا الحسين بن علي خير الناس جداً، وخير الناس جدة، جده محمد رسول الله سيد النبيين، وجدته خديجة بنة خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله، هذا الحسين بن علي خير الناس أباً وخير الناس أماً، أبوه