للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن حسين بن علي قال: صعدت إلى عمر وهو على المنبر، فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك، فقال: من علمك هذا؟ قلت: ما علمنيه أحد، قال: منبر أبيك والله، منبر أبيك والله، وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا أنتم، جعلت تأتينا، وجعلت تغشانا.

وعن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي: أن عمر بن الخطاب لما دون الديوان وفرض العطاء، ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر، لقرابتهما برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف.

حدث جعفر بن محمد عن أبيه قال: قدم على عمر حلل من اليمن فكسا الناس، فراحوا في الحلل وهو بين القبر والمنبر جالس، والناس يأتونه فيسلمون عليه ويدعون، فخرج الحسن والحسين ابنا علي من بيت أمهما فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يتخطيان الناس، وكان بيت فاطمة في جوف المسجد ليس عليهما من تلك الحلل شيء، وعمر قاطبٌ صار بين عينيه، ثم قال: والله ما هناني ما كسوتكم، قالوا: لم يا أمير المؤمنين؟ كسوت رعيتك وأحسنت، قال: من أجل الغلامين، يتخطيان الناس ليس عليهما منها شيء، كبرت عنهما، وصغرا عنها.

ثم كتب إلى صاحب اليمن أن ابعث إلي بحلتين لحسن وحسين وعجل، فبعث إليه بحلتين فكساهما.

قال مسافع بن شيبة: عرض حسين بن علي لمعاوية بالردم، ومعاوية على راحلته فكلمه بكلام شديد، فسكت عنه معاوية، فقال له يزيدك يجترئ عليك هذا، يكلمك بمثل هذا، فقال: دعه، فقد أقتلته، يريد أني كلم بهذا الكلام سواي فلا يحتلمه له.

قال مسافع بن شيبة: حج معاوية، فلما كان عند الردم أخذ حسين بخطامه فأناخ به ثم ساره طويلاً، ثم انصرف، وزجر معاوية راحلته فسار، فقال عمرو بن عثمان: ينبح بك الحسين وتكف عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>