وروى حصين بن أبي الحر: أن أباه مالكاً وعميه قيساً وعبيداً أتوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشكوا إليه إغارة رجل من بني عمهم على الناس، فكتب لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا كتاب محمد رسول الله لمالك وقيس وعبيدة بني الخشخاش، إنكم آمنون مسلمون على دمائكم وأموالكم، لا تؤخذون بجريرة غيركم، ولا تجني عليك إلا أيديكم.
وروى حصين بن أبي الحر عن سمرة بن جندب قال: كنت عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد دعا حجاماً فهو يحجمه ويشرطه بطرف سكين حديدة، فجاء رجل مسمى من بني فلان نسيت اسمه، فدخل عليه بغير إذن، فقال: لم تدفع ظهرك إلى هذا يفعل به ما أرى؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا الحجم. قال: قلت: وما الحجم؟ قال: هو خير ما تداوى به الناس.
قال عمرو بن عاصم الكلابي: كان حصين بن أبي الحر عاملاً لعمر بن الخطاب على ميسان، وبقي حتى أدرك الحجاج، فأتى به فهم بقتله، ثم قال: لا تطهروه بالقتل، ولكن اطرحوه في السجن حتى يموت، فحبسه حتى مات.
قال الحصين بن أبي الحر: دخلنا على عمران بن حصين فوافقته يتغدى، فقال: هلم، قلت: إني صائم، فقال عمران: لا تصومن يوماً تجعله عليك حتماً إلا شهر رمضان.