قال حكيم: قلت: لا تكون يدي تحت يد رجل من العرب أبداً.
أسلم حكيم يوم الفتح، وشهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنيناً مسلماً، وكان نجا يوم بدر، فكان حكيم إذا حلف بيمين قال: لا والذي نجاني يوم بدر.
وأم حكيم فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، ولد قبل الفيل بثلاث عشرة، ومات سنة أربع وخمسين وهو ابن مئة وعشرين، وقيل: هلك سنة ستين.
وكان حكيم من المؤلفة، أعطاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غنائم حنين مئة بعير، وعاش في الجاهلية ستين وفي الإسلام ستين.
وعن عروة قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا حكيم إن الدنيا خضرة حلوة.
قال: فما أخذ من أبي بكر وعمر عثمان ولا معاوية ديواناً ولا غيره حتى مات لعشر سنوات من إمارة معاوية.
قال مصعب بن عثمان: دخلت أم حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش وهي حامل متم بحكيم بن حزام، فضربها المخاض في الكعبة فأتيت بنطع حين أعجلها الولاد، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع، فكان حكيم بن حزام من سادات قريش ووجوهها في الجاهلية والإسلام، وكان حكيم شديد الأدمة خفيف اللحم.
قال حكيم بن حزام: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحب رجل من الناس إلي في الجاهلية، فلما نبئ وخرج إلى المدينة شهد حكيم الموسم وهو كافر، فوجد حلة ذي يزن تباع، فاشتراها ليهديها إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فقدم بها عليه المدينة، فأراده على قبضها هدية فأبى وقال: إنا لا نقبل من المشركين شيئاً، ولكن إن شئت أخذتها منك بالثمن. فأعطيته إياها حين أبى علي الهدية