للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان آدم وحشياً في الجنة لا يطمئن إلى أحد حتى خلقت حواء منه، وهو نائم، فلما أن استيقظ، وهي جالسة إلى جنبه، فقال: من أنت؟ فقالت: أنا زوجتك لتسكن إلي، قال: نعم، فسكن إليها.

قال عطاء: لما سجدت الملائكة لآدم نفر إبليس نفرة ثم ولى مدبرا، وهو يلتفت أحياناً هل عصى أحد ربه غيره إلا إبليس، فعصمهم الله، ثم قال الله لآدم: قم يا آدم فسلم عليهم، قال: فقام فسلم عليهم وردوا عليه، ثم عرض الأسماء على الملائكة وهو سرح الجنة، فقال الله لملائكته: زعمتم أنكم أعلم منه، أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا: سبحانك إن العلم منك ولك، ولا علم لنا إلا ما علمتنا، وذلك قوله عز وجل: " وفوق كل ذي علم عليم " قال: والعلم يرجع من رجل إلى رجل، ويأثره رجل عن رجل حتى يجيء العلم إلى الله ولا يأثره عن أحد فإنه هو العليم، علم ما هم إليه صائرون.

قال: فلما أقروا بذلك قال: يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فقال آدم: هذه ناقة، جمل، بقرة، نعجة، شاة، فرس، وهو من خلق ربي، فكل شيء سمى آدم فهو اسمه إلى يوم القيامة، وجعل يدعو كل شيء باسمه حتى يمر بين يديه، حتى بقي الحمار وهو آخر شيء مر عليه، فخالف الحمار من وراء ظهره، فدعاة آدم: أقبل يا حمار، فعلمت الملائكة، أنه هو أكرم على الله وأعلم منهم.

ثم قال له ربه: يا آدم، ادخل الجنة تحيا وتكرم، قال: فدخل الجنة، فنهاه عن الشجرة قبل أن تخلق حواء، فكان آدم لا يستأنس إلى خلق في الجنة، ولا يسكن إليه، ولم يكن في الجنة شيء يشبهه، فألقى الله عليه النوم وهو أول يوم كان، قال: فانتزعت من ضلعه الصغرى من جانبه الأيسر فخلقت حواء منه، فلما استيقظ آدم فجلس فنظر إلى حواء تشبهه من أحسن البشر. ولكل امرأة فضل على الرجل بضلع.

وكان الله علم آدم اسم كل شيء، فجاءته الملائكة فهنؤوه، وسلموا عليه، فقالوا: يا آدم ما هذه؟ قال: هذه امرأة. قيل له: فما اسمها؟ قال: حواء. فقيل له: لم سميتها حواء؟

<<  <  ج: ص:  >  >>