فقال خالد: سمعت عبد الرحمن بن عائش الحضرمي يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: رأيت ربي الليلة في أحسن صورة فقال لي: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: لا أعلم. فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي؛ فعلمت ما في السموات والأرض ثم تلا:" وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين ".
ثم قال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: في الكفارات يا رب.
قال: وما هن؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجمعات، والجلوس في المساجد خلف الصلوات، وإبلاغ الوضوء أماكنه في المكاره، من يفعل ذلك يعش بخير ويمت بخير، ويكن من خطيئته كيوم ولدته أمه، ومن الدرجات إطعام الطعام وبذل السلام وأن تقوم بالليل والناس نيام.
ثم قال: قل يا محمد، واشفع تشفع، وسل تعطه. قال: قلت: إني أسألك الطيبات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وتتوب علي، وإن أردت بقوم فتنة فتوفني وأنا غير مفتون.
ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تعلموهن، فوالذي نفسي بيده إنهن لحق.
كان خالد بن اللجلاج يلي الشرط بدمشق.
وقال أبو الحسن بن سميع: خالد بن اللجلاج كان على بناء مسجد دمشق.
وكان خالد ذا سنٍ وصلاح، جريء اللسان على الملوك والغلظة عليهم.