للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال نافع: لما مات خالد بن الوليد لم يوجد له إلا فرسيه وغلامه وسلاحه، فقال عمر: رحم الله أبا سليمان إن كنا لنظنه على غير هذا.

قال يزيد بن الأصم: لما توفي خالد بكت عليه أمه، فقال لها عمر: يا أم خالد؛ أخالداً وأجره ترزئين جميعاً! عزمت عليك ألا تبيتي حتى تسود يداك من الخضاب.

قال عبد الله بن عكرمة عجباً لقول الناس: إن عمر بن الخطاب نهى عن النوح! لقد بكى على خالد بن الوليد بالمدينة ومعه نساء بني المغيرة سبعاً يشققن الجيوب، ويضربن الوجوه؛ وأطعموا الطعام تلك الأيام حتى مضت، ما ينهاهن عمر.

وقيل لعمر: أرسل إليهن فانههن لا يبلغك عنهن شيء تكره، فقال عمر: ما عليهن أن يهرقن دموعهن على أبي سليمان، ما لم يكن نقعاً أو لقلقة.

قال أبان بن عثمان: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد يقول: حلقت رأسها.

قال عمر لما مات خالد بن الوليد: رحم الله أبا سليمان، لقد كنا نظن به أموراً ما كانت.

توفي خالد بحمص سنة إحدى وعشرين. وقيل: مات بالمدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>