وهو أقرب إلى باب الخضراء منه إلى باب الساعات، فقال للقوام: ألم آمركم أن لا تتركوا أحداً يصلي الليلة في المسجد؟ فقال له بعضهم: يا أمير المؤمنين، هذا الخضر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في المسجد كل ليلة.
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس وكنا عنده فقال القوم: إن نوفاً الشامي يزعم أن الذي ذهب يطلب العلم ليس بموسى بني إسرائيل، قال: وكان ابن عباس متكئاً، فاستوى جالساً فقال: كذلك يا سعيد بن جبير؟ قلت: أنا سمعته يقول ذلك؛ قال ابن عباس: كذب نوف، حدثني أبي بن كعب أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:" رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عجل واستحيا، وأخذته دمامة من صاحبه فقال له: " إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني " لرأى من صاحبه عجبا ". قال: وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذكر نبياً من الأنبياء بدأ بنفسه فقال: رحمة الله علينا وعلى صالح، رحمة الله علينا وعلى أخي عاد. ثم قال: إن موسى عليه السلام بينا هو يخطب قومه ذات يوم إذ قال لهم: ما في الأرض أحد أعلم مني؛ فأوحى الله عز وجل إليه: إن في الأرض من هو أعلم منك، وآية ذلك أن تزود حوتاً مالحاً، فإذا فقدته فهو حيث تفقده؛ فتزود حوتاً مالحاً، فانطلق هو وفتاه، حتى إذا بلغا المكان الذي أمروا به، فلما انتهوا إلى الصخرة انطلق موسى يطلب، ووضع فتاه الحوت على الصخرة، فاضطرب " فاتخذ سبيله في البحر سربا " قال فتاه: إذا جاء نبي الله حدثته، فأنساه الشيطان؛ فانطلقا، فأصابهما ما يصيب المسافر من النصب والكلال، ولم يكن يصيبه ما يصيب المسافر من النصب والكلال حتى جاوزا ما أمر به، فقال موسى لفتاه:" آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا " قال له فتاه: يا نبي الله " أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت " أن أحدثك " وما أنسانيه إلا الشيطان "" فاتخذ سبيله في البحر سربا "" قال ذلك ما كنا نبغي " فرجعا " على آثارهما قصصا " يقصان الأثر حتى انتهيا إلى الصخرة، فأطاف بها، فإذا هو مسجى بثوب، فسلم، فرفع رأسه، فقال له: من أنت؟ قال: أنا موسى، قال: من موسى؟ قال: موسى بني إسرائيل، قال: فما لك؟ قال: أخبرت أن عندك علماً فأردت أن أصحبك " قال إنك لن تستطيع معي صبراً، قال ستجدني إن شاء