للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وكان عمر آدم ألف سنة فوهب له من عمره أربعين سنة؛ فكتب الله عليه كتاباً وأشهد عليه الملائكة. فلما احتضر آدم أتته الملائكة لتقبضه، فقال: إنه قد بقي من عمري أربعون سنة! قال: قد وهبتها لابنك داود؛ قال: ما فعلت، فأنزل الله الكتاب وشهدت عليه الملائكة، وشهد به عليه، وأكمل الله لآدم ألف سنة، وأكمل لداود مئة سنة.

وفي حديث مرفوع عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمعناه قال: فجحد فجحدت ذريته، وخطئ فخطئت ذريته، ونسي فنسيت ذريته؛ فرأى فيهم القوي والضعيف، والغني والفقير، والصحيح والمبتلى. قال: يا رب، ألا سويت بينهم. قال: أردت أشكر.

وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن الله عز وجل خلق آدم من تراب، ثم جعله طيناً، ثم تركه؛ حتى إذا كان حمأ مسنوناً خلقه وصوره ثم تركه؛ حتى إذا كان صلصالاً كالفخار قال: فكان إبليس يمر به فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم. ثم نفخ الله فيه روحه؛ فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه، فعطس فلقاه الله حمد ربه، فقال الرب: رحمك ربك، ثم قال الله: يا آدم، اذهب إلى أولئك النفر فقل لهم، فانظر ماذا يقولون؟ فجاء فسلم عليهم، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله؛ فجاء إلى ربه فقال: ماذا قالوا لك؟ وهو أعلم ما قالوا له قال: يا رب، لما سلمت عليهم قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، فقال: يا آدم، هذا تحيتك وتحية ذريتك، قال: يا رب، وما ذريتي؟ قال: اختر يدي يا آدم، قال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين؛ فبسط الله كفيه، فإذا كل ما هو كائن من ذريته في كف الرحمن؛ فإذا رجال منهم على أفواههم النور وإذا رجل تعجب آدم من نوره فقال: يا رب، من هذا؟ قال: هذا ابنك داود. وساق بقية الحديث في عمره إلى آخره وعن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كان داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه غيرة شديدة، فكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع. قال: فخرج ذات يوم، وغلقت الدار؛ فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، وإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل والدار

<<  <  ج: ص:  >  >>