وعن ذي الكلاع الحميري قال: سمعت عمر يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إنما يبعث المقتتلون على النيات ".
وعن ذي الكلاع: كان كعب يقص في إمارة معاوية، فقال عوف بن مالك لذي الكلاع: يا أبا شراحيل، أرأيت ابن عمك، أبأمر الأمير يقص؟ فإني سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: القصاص ثلاثة: أمير، أو مأمور، أو محتال. فمكث كعب سنةً لا يقص، حتى أرسل إليه معاوية، فأمره أن يقص.
ويقال: أبو شراحيل قدم الشام.
حدث بعضهم قال: بعثني أهلي بهدية إلى ذي الكلاع في الجاهلية، فأتيت على بابه حولاً لا أصل إليه، ثم إنه أشرف ذات يوم من القصر، فلم يبق أحد حول القصر إلا خر له ساجداً؛ قال: فأمر بهديتي فقبلت. ثم رأيته بعد في الإسلام وقد اشترى لحماً بدرهم، فسمطه على فرسه وهو يقول:
أف للدنيا إذا كانت كذا ... أنا منها كل يوم في أذى
ولقد كنت إذا ما قيل: من ... أنعم الناس معاشاً؟ قيل: ذا
ثم بدلت بعيشي شقوةً ... حبذا هذا شقاءً حبذا
وعن أنس بن مالك قال: أتيت أهل اليمن، فبدأت بهم حياً حياً أقرأ عليهم كتاب أبي بكر، حتى إذا فرغت قلت: الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله أما بعد، فإني رسول خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورسول المؤمنين، ألا وإني تركتهم معسكرين، ليس يثقلهم عن الشخوص إلى عدوهم إلا انتظاركم، فاحتملوا إلى إخوانكم بالنصر، رحمة الله عليكم أيها المسلمون. فكل من أقرأ عليه ذلك الكتاب ويسمع مني هذا القول يرد أحسن الرد ويقول: