حتى إن الرجل ليقول ما لا يعلم، ويشهد على الشهادة ما استشهد عليها؛ فمن أراد بحبحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد؛ ألا لا يخلون أحدكم بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما. من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.
حراش: بحاء مهملة مكسورة، وراء مفتوحة، وشين معجمة.
حدث ربعي أنه انطلق إلى حذيفة يزوره وكانت أخته تحت حذيفة فخرج من خرج من أولئك إلى عثمان، فقال لي حذيفة: ما فعل قومك يا ربعي هل خرج منهم أحد؟ فأسمي له نفراً، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من خرج من الجماعة، واستذل الإمارة، لقي الله ولا وجه له عنده.
قال محمد بن علي السلمي: رأيت ربعي بن حراش ومر بعشار ومعه مال، فأخذه فوضعه على قربوس السرج، ثم غطاه ومر.
قال الأصمعي: أتى رجل الحجاج بن يوسف فقال: إن ربعي بن حراش زعموا لا يكذب، وقد قدم ابناه عاصيين، فابعث إليه فاسأله فإنه سيكذب؛ فبعث إليه الحجاج، فقال: ما فعل ابناك يا ربعي؟ قال: هما في البيت والله المستعان، فقال له الحجاج: هما لك. وأعجبه صدقه.
ويقال: إنه لم يكذب كذبةً قط.
قال الحارث الغنوي: آلى ربيع بن حراش ألا تفتر أسنانه ضاحكاً حتى يعلم أين مصيره؛ فما ضحك إلا بعد موته. وآلى أخوه ربعي بعده ألا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار. قال الحارث الغنوي: فلقد أخبرني غاسله، أنه لم يزل متبسماً على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا منه.