كان يستصحبه القوم فيأبى صحبة أحد إلا أحداً لا يتزود معه، ولم يكن في يده ما يحمل ذلك.
قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: كان الأمر إلى سعيد بن المسيب، فلما مات سعيد أفضى الأمر إلى القاسم وسالم. فلما مات القاسم وسالم كان الأمر صار إلى ربيعة.
قال مالك: فحدثني ربيعة قال: قال لي ابن خلدة وكان نعم القاضي: يا ربيعة، أراك تفتي الناس، فإذا جاءك الرجل يسألك فلا تكن همتك أن تخرجه مما وقع فيه، ولتكن همتك أن تتخلص مما سألك عنه.
قال عبيد الله بن عمر: كان يحيى بن سعيد يحدثنا، فإذا طلع ربيعة قطع يحيى حديثه إجلالاً لربيعة وإعظاماً له، وليس ربيعة بأسن منه؛ وكان كل واحد منهما مجلاً لصاحبه.
وكان ربيعة يقول له وهو يمازحه في الشيء من الفتيا، يسمع ذلك يحيى بن سعيد: هذا خير لك مما تحوز من الدنيا.
قال يحيى بن سعيد: ما رأيت أحداً أسد عقلاً من ربيعة.
قال الليث: وكان صاحب معضلات أهل المدينة، ورئيسهم في الفتيا.
قال سوار بن عبد الله العنبري: ما رأيت أحداً قط مثل ربيعة الرأي! قيل: ولا الحسن؟ قال: ولا الحسن، ولا ابن سيرين.