قال إبراهيم بن أبي عبلة: كنا نجلس إلى عطاء الخراساني، فكان يدعو بعد الصبح بدعوات، قال: فغاب فتكلم رجل من المؤذنين، فأنكر رجاء بن حيوة صوته، فقال له رجاء: من هذا؟ قال: أنا يا أبا المقدام، فقال: اسكت فإنا نكره أن نسمع الخير إلا من أهله.
قال رجاء بن حيوة لعمر بن عبد العزيز يعزيه عن ابنه: أكان ابنك يا أمير المؤمنين يخلق؟ قال: لا، قال: أفكان يرزق؟ قال: لا، قال: فما جزعك على مخلوق مرزوق، الله خير لك منه، وثواب الله خير لك منه.
وعن رجاء بن حيوة أنه رأى في المنام أن قل، قال: وما أقول؟ فقيل له: اللهم إني أسألك السبق إلى رضوانك والمسارعة فيه بالقول والعمل والسر والعلانية، وأعوذ بك من سخطك ومنازل سخطك، وما قرب من سخطك من قول وعمل في السر والعلانية.
قال رجاء بن حيوة: ما أكثر عبد ذكر الموت إلا ترك القدح والحسد. وقيل: البذخ والحسد.
قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: كنا مع رجاء بن حيوة، فتذاكرنا شكر النعم، فقال: ما أحد يقوم بشكر نعمة. وخلفنا رجل على رأسه كساء، فكشف الكساء عن رأسه فقال: ولا أمير المؤمنين؟ قلنا: وما ذكر أمير المؤمنين هاهنا! إنما أمير المؤمنين رجل من الناس. فغفلنا عنه، فالتفت رجاء فلم يره، فقال: أتيتم من صاحب الكساء، ولكن إن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا. فما علمنا إلا وهو بحرسي قد أقبل فقال: أجيبوا أمير المؤمنين، فأتينا باب هشام، فأذن لرجاء من بيننا. فلما دخل عليه قال: هيه يا رجاء! يذكر أمير المؤمنين فلا تحتج له؟! قال: فقلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: ذكرتم شكر النعم فقلتم: ما أحد يقوم بشكر نعمة، قيل لكم: ولا أمير المؤمنين؟ فقلتم: أمير المؤمنين رجل من الناس! فقلت: لم يكن ذلك، قال: آلله؟ قلت: آلله. قال رجاء: فأمر بذلك الساعي فضرب سبعين سوطاً، وخرجت وهو متلوث في دمه، فقال: هذا وأنت رجاء بن حيوة؟! قلت: سبعون في