وحدثت أم حبيبة عن زينب بنت جحش قالت: استيقظ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محمراً وجهه وهو يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا، وحلق، قالت: قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث.
كانت أم حبيبة قبل أن يتزوجها سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت عبيد الله بن جحش الأسدي، أسد خزيمة. وكان خرج بها من مكة مهاجراً إلى أرض الحبشة، فافتتن عبيد الله وتنصر بها، ومات على النصرانية، وأبت أم حبيبة أن تتنصر، فأتم الله لها الإسلام والهجرة حتى قدمت المدينة، فخطبها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فزوجها إياه عثمان بن عفان؛ ويقال: تزوجها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي بأرض الحبشة، زوجها إياه النجاشي، وأمهرها أربعة آلاف درهم، وجهزها من عنده؛ وبعث بها إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع شرحبيل بن حسنة، وما بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليها بشيء.
قالوا: تزوجها في سنة ست، ودخل بها في سنة سبع من الهجرة.
وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين. وقيل: سنة اثنتين وأربعين.
وقيل: إن الذي ولي عقدة النكاح ابن عمها خالد بن سعيد بن العاص.
وقد قيل إن النجاشي أصدقها أربع مئة دينار، وأولم عليها عثمان بن عفان لحماً وثريداً، وبعث إليها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شرحبيل بن حسنة فجاء بها.
وعن أم حبيبة قالت: رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوإ صورة وأشوهه، ففزعت فقلت: والله تغيرت والله حاله، فإذا هو يقول حيث أصبح: يا أم حبيب، إني نظرت في الدين فلم أر ديناً خيراً من النصرانية، وكنت قد دنتها، ثم دخلت في دين محمد، ثم قد رجعت إلى النصرانية، فقلت: والله ما خير لك، وأخبرته بالرؤيا التي رأت له، فلم يحفل بها وأكب على الخمر حتى مات؛ فأرى في النوم كأن آتياً يقول: يا أم المؤمنين، ففزعت، فأولتها أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتزوجني، قالت: فما هو إلا انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له يقال لها أبرهة، كانت تقوم على ثيابه