وشهد وقعة مرج راهطٍ زبيرياً مع الضحاك بن قيس، ثم هرب، ولحق بقرقيسياء من أرض الجزيرة، فتحصن بها.
قال زفر بن الحارث: كنت رسول معاوية إلى عائشة بوقعة صفين، فلما قدمت عليها قالت: من قتل من الناس؟ قلت: عمار بن ياسر. قالت: ذاك رجل يتبعه الناس في دينه. قالت: ومن؟ قلت: هاشم الأعور. قالت: ذاك رجلٌ ما كادت أن تزد رايته. قال: ثم نمت عن صلاة العشاء، فأراد بعض أهلها أن يوقطني، فقالت: دعوه، فإنه رجل قد أدأب السير، ولا يضره أن يؤخر هذه الصلاة إلى ثلث الليل. أو نصف الليل.
ذكر البلاذري قال: وهرب زفر بن الحارث الكلابي يعني يوم المرج إلى قرقيسياء، وبها عياض، فمنعه من دخولها، فقال له زفر بن الحارث: أوثق لك بالطلاق والعتاق إذا أنا دخلت الحمام بها أن أخرج منها. فأذن، فدخلها، فلم يدخل الحمام، وأقام بها وأخرج عياضاً عنها، وتحصن بها، وثابت إليه قيسٌ، وأصيب يوم المرج ثلاثة بنين لزفر، وفيه يقول زفر من أبيات: من الطويل
لعمري لقد أبقت وقيعة راهطٍ ... لمروان صدعاً بيناً متنائيا
أريني سلاحي لا أبا لك إنني ... أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا