فقيل لها: زياد الأعجم، قالت: فأشهدكم أن له ثلث مالي. قال: فحمل له من ثلثها أربعة آلاف درهم.
دخل زياد الأعجم على عبد الله بن جعفر، فسأله في خمس دياتٍ، فأعطاه، ثم عاد فسأله في خمس ديات أخر فأعطاه، ثم عاد فسأله في عشر ديات فأعطاه، فأنشأ يقول: من الوافر
سألناه الجزيل فما تلكا ... وأعطى فوق منيتنا وزادا
وأحسن ثم أحسن ثم عدنا ... فأحسن ثم عدت له فعادا
مراراً لا أعود إليه إلا ... تبسم ضاحكاً وثنى الوسادا
كان المغيرة بن المهلب أبرع ولده، وأوفاهم، وأعفهم، وأسخاهم، فلما مات رثاه زياد الأعجم بقصيدته تلك: من الكامل
مات المغيرة بعد طول تعرضٍ ... للموت بين أسنةٍ وصفائح
قال ابن عائشة: سمعت أبي يقول: إنه أنشدها يزيد بن المهلب، فلما انتهى إلى قوله:
وإذا مررت بقبره فاعقر به ... أدم الهجان وكل طرفٍ سابح
وانضح جوانب قبره بدمائها ... فلقد يكون أخا دمٍ وذبائح
فقال له يزيد: هل عقرت؟ قال: لا. قال: وما منعك؟ قال: كنت على بنت الهمارة يريد الحمارة قال: أما والله لو فعلت ما أصبح في آل المهلب صاهل إلا على مذودك.
قال محمد بن عباد المهلبي: قال المأمون: أي قصيدةٍ أرثى؟ قلت: أمير المؤمنين أعلم. قال لي: القصيدة التي قالها زياد الأعجم