حدث زيد بن أرقم: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على زيد يعوده من مرض كان به، فقال: ليس عليك من مرضك هذا بأس، ولكنه كيف بك إذا عمرت بعدي، فعميت؟ قال: إذاً أحتسب، وأصبر. قال: إذاً تدخل الجنة بغير حساب، قال فعمي بعدما مات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم رد الله عليه بصره، ثم مات. وفي حديث آخر بمعناه: لتلقين الله يوم القيامة وليس عليك ذنب.
وعن زيد بن أرقم قال: غزونا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومعنا ناس من العرب، وكنا نبتدر الماء، وكان الأعراب يسبقوننا، ويسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض، ويجعل حوله حجارة، ويجعل عليها نطعاً حتى يجيء أصحابه. قال: فجاء رجل من الأنصار، فأرخى زمام ناقته لتشرب، فأبى أن يدعه، فانتزع حجراً ففاض الماء، فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه، فأتى عبد الله بن أبي رأس المنافقين، وكان من أصحابه، فغضب عبد الله بن أبي، وقال:" لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا " يقول: من حوله من الأعراب، وكانوا يحضرون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند الطعام فقال عبد الله لأصحابه: إذا انفضوا من عند محمد فأتوا محمداً بالطعام، فليأكل هو ومن عنده، ثم قال لأصحابه: إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل. قال زيد: وأنا رديف عمي. قال: فسمعت عبد الله، وكنا أخواله، فأخبرت عمي، فانطلق فأخبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فأرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحلف، وجحد. قال: فصدقه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكذبني. قال: فجاء عمي فقال: ما أردت إلى أن مقتك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذبك، وكذبك المسلمون. قال فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد قط.
قال: فبينا أنا أسير مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر إذ خفقت برأسي من الهم، إذ أتاني