للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاسأله لنا شيئاً. فجئته فسلمت وجلست، وهو في أصحابه جالس فقال واستقبلني: إنه من استغنى أغناه الله، ومن استعف أعفه الله، ومن استكف أكفه الله. قال: قلت: ما يريد غيري. فانصرفت ولم أكلمه في شيء. فقالت لي أمي: ما فعلت؟ فأخبرتها الخبر. قال: فصبرنا الله عز وجل ورزقنا شيئاً، فبلغنا، حتى ألحت علينا حاجةٌ شديدة أشد منها، فقالت لي أمي: ائت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاسأله لنا شيئاً. قال: فجئته وهو في أصحابه جالس، فسلمت وجلست، فاستقبلني وعاد بالقول الأول وزاد فيه: ومن سأل وله قيمة أوقية فهو ملحف. قال: قلت: الياقوتة ناقتي خيرٌ من أوقية، فرجعت ولم أسأله.

وفي حديث آخر زيادة: فرزق الله تعالى حتى ما أعلم أهل بيت من الأنصار أكثر أموالاً منا.

وعن هند بنة سعيد بن أبي سعيد الخدري عن عمتها قالت: جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائداً لأبي سعيد الخدري، فقدمنا إليه ذراع شاةٍ، فأكل منها، وحضرت الصلاة، ثم قام فصلى ولم يتوضأ.

وعن المسيب قال: أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له: هنيئاً لكم برؤية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبته. فقال: يا بن أخي، لا تدري ما أحدثنا بعده.

وعن أبي نضرة العبدي قال: كان أبو سعيد الخدري يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمساً بالعشي، ويخبر أن جبريل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل بالقرآن خمس آيات خمس آيات.

وعنه قال: قلت لأبي سعيد: إنك تحدثنا أحاديث معجبة، وإنا نخاف أن نزيد أو ننقص فلو أنا كتبنا؟ قال: لن نكتبكم، ولن نجعله قرآناً، ولكن احفظوا عنا كما حفظناه. وفي رواية قال: أتريدون أن تجعلوها مصاحف!؟ إن نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحدثنا الحديث، فاحفظوا منا كما حفظناه منه.

وزاد في حديث آخر: فكان أبو سعيد يقول: تحدثوا فإن الحديث يذكر بعضه بعضاً.

وعن يزيد بن عبد الله بن الشخير قال: لما استفتحت المدينة يعني يوم الحرة دخل أبو سعيد الخدري غاراً، فدخل عليه رجل من أهل الشام فقال: لا أخرج وإن تدخل علي أقتلك. فدخل

<<  <  ج: ص:  >  >>