يا يهودي؟ قال: إنا نجده مكتوباً أنه يدخل من أمته سبعون ألفاً بلا حساب، ولا نرى معك إلا نفراً يسيراً. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أمتي لأكثر من سبعين ألفاً وسبعين ألفاً. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بلغني أن إسرائيل لما أصابها ما أصابهم من ظهور بخت نصر عليهم وفرقتهم وذلتهم تفرقوا، وكانوا يجدون محمداً رسول الله منعوتاً في كتابهم، وأنه يظهر في بعض هذه القرى العربية في قرية ذات نخل.
فلما خرجوا من أرض الشام جعلوا يقترون كل قرية من تلك القرى العربية بين الشام واليمن يجدون نعتها نعت يثرب فتنزل بها طائفة منهم، ويرجون أن يلقوا محمداً فيتبعوه، حتى نزل من بني هارون ممن حمل التوراة بيثرب منهم طائفة، فمات أولئك الآباء وهم يؤمنون بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه جاءٍ ويحثون أبناءهم على إتباعه إذا جاء، فأدركه من أدركه من أبنائهم فكفروا به وهم يعرفونه. عن نملة بن أبي نملة عن أبيه قال: كانت يهود بني قريظة يدرسون ذكر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كتبهم ويعلمونه الولدان بصفته واسمه ومهاجره إلينا. فلما ظهر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حسدوه وبغوا عليه، وقالوا: ليس به. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات. فلما كانت ليلة ولد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في مجلس من مجالس قريش: هل كان فيكم من مولود هذه الليلة؟ قالوا: لا نعلمه. قال: أخطأت والله حيث كنت أكره، انظروا يا معشر قريش واحصوا ما أقول لكم، ولد الليلة نبي هذه الأمة أحمد الآخر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن أخطأكم فبفلسطين، به شامة بين كتفيه سوداء صفراء، فيها شعرات متواترات، فتتصدع القوم من مجالسهم وهم يتعجبون من حديثه. فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم فقيل لبعضهم: ولد لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام وسماه محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالتقوا بعد من يومهم فأتوا اليهودي في منزله فقالوا: أعلمت؟ إنه ولد فينا مولود، قال: