قال محمد بن يحيى: كان موسى شهوات مولى بني عدي بن كعب عشق قينةً، فذاكر مولاها أمرها، فقال له: لست أقوى على هبتها لك، ولكني أبيعها بكذا وكذا الثمن قد سماه وأرخصها به عليه إلى سنة ونضمنها ونكفيك مؤنتها إلى أن تأتي بثمنها إلى ذلك الوقت. فخرج شهوات يسأل في ثمنها إلى الشام، فأتى سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان، وأمه بنت سعيد بن العاص، فأخبره بأمره، وسأله عوناً، فلم يفعل إليه شيئاً، فأتى سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد وأخبره خبره، فأعطاه ثمنها، ووصله، فقال موسى: من الطويل
أبا خالدٍ أعني سعيد بن خالدٍ ... أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد
ولكنما أعني ابن عائشة الذي ... أبو أبويه خالد بن أسيد
عقيد الندى ما عاش يرضى به الندى ... فإن مات لم يرض الندى بعقيد
دعوه دعوه إنكم قد رقدتم ... وما هو عن إحسانكم برقود
قتلت رجالاً هكذا في بيوتهم ... من الغم لم تقتلهم بحديد
فقل لبغاة العرف قد مات خالدٌ ... ومات الندى إلا فضول سعيد
فلما بلغ سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان استعدى عليه سليمان بن عبد الملك. فقال: يا أمير المؤمنين، هجاني عبد بني عدي. فقال: لم أهجه، ولكني قدمت من المدينة ثم قص قصة الرجلين، فلما صنع ابن خالد بن عبد الله ما صنع أحببت أن أمدحه، فتخوفت أن يظن ظانٌّ أنه العثماني فنسبت كل واحدٍ إلى أبيه وأمه فقال سليمان: أما والله لقد هجاك، ولو وجدت عليه متقدماً لتقدمت عليه.
وأم سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد عائشة بنت عبد الله بن خلف الخزاعية.