للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: لا أدري. قال: هل لك من شاغة قال: فقلت: وما الشاغة؟ قال: زوجة. قلت: أما اليوم، فلا. قال: إذا قدمت فتزوج فيهم. ورجع عبد المطلب مكة فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية، وزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة: ولج عبد الله على أبيه. حدث يحيى بن عروة عن أبيه أن نفراً من قريش منهم ورقة بن نوفل وعبيد الله بن جحش وعثمان بن الحويرث كانوا عند صنم لهم يجتمعون إليه، قد اتخذوا ذلك اليوم من كل سنة عيداً كانوا يعظمونه، وينحرون له الجزر، ثم يأكلون ويشربون الخمر ويعكفون عليه، فدخلوا عليه في الليل فرأوه مكبوباً على وجهه، فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه إلى حاله، فلم يلبث أن انقلب انقلاباً عنيفاً، فأخذوه فردوه إلى حاله، فانقلب الثالثة. فلما رأوا ذلك اغتموا له وأعظموا ذلك. فقال عثمان بن الحويرث: ما له قد أكثر التنكس؟ إن هذا لأمر قد حدث. وذلك في الليلة التي ولد فيها سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعل عثمان يقول: من الطويل.

أيا صنم العيد الذي صف حوله ... صناديد وفد من بعيد ومن قرب

تكوست مغلوباً فما ذاك قل لنا ... أذاك سفيهٌ أم تكوست للعتب؟

فإن كان من مذنب أتينا فإننا ... نبوء بإقرارٍ ونلوي عن الذنب

وإن كنت مغلوباً تكوست صاغراً ... فما أنت في الأوثان بالسيد الرب

قال: فأخذوا الصنم فردوه على حاله، فلما استوى هتف بهم هاتف من الصنم، بصوت جهير وهو يقول: من الطويل

تردى لمولودٍ أنارت بنوره ... جميع فجاج الأرض بالشرق والغرب

وخرت له الأوثان طراً وأرعدت ... قلوب ملوك الأرض طراً من الرعب

ونار جميع الفرس باخت وأظلمت ... وقد بات شاه الفرس في أعظم الكرب

وصدت عن الكهان بالعتب جنها ... فلا مخبرٌ عنهم بحقٍ ولا كذب

<<  <  ج: ص:  >  >>