سلم، ثم قام، فوضع إحدى يديه على الأخرى على خشبة في المسجد، وخرج سرعان الناس يقولون: قصرت الصلاة، وفي القوم أبو بكر وعمر، فهاباه أن يكلماه، فقام رجل طويل اليدين كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسميه ذات اليدين، فقال: يا رسول الله، أقصرت الصلاة، أم نسيت؟ فقال: لم تقصر، ولم أنس، قال: بلى، نسيت يا رسول الله، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صدق ذو اليدين. قال: فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم كبر، وسجد سجدتين أو أطول، ثم رفع رأسه، فكبر.
وحدث سعيد بن عبد الرحمن عن أبي حمزة عن ابن عباس قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: يا رسول الله، إن بيننا وبينك كفار مضر، ولا نصل إليك إلا في أشهر الحرم، فمرنا بأمر ننتهي إليه، وندعو إليه من وراءنا. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وخمس ما غنمتم. ونهاهم عن الدباء، والحنتم، والمزفت، والنقير ".
وحدث سعيد بن عبد الرحمن عن محمد بن سيرين عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسافر بين مكة والمدينة يصلي ركعتين، لا يخاف إلا الله عز وجل.
حدث سعيد قال: وقف مكحول علي بالشام، وأنا أبيع مصحفاً فقال: يا أهل العراق! ما أجرأكم على بيع المصاحف! قال: قلت: إن صاحبنا الحسن لا يرى بذلك بأساً. قال: أحسن أهل العراق، أو حسن البصرة؟ لا تكذبوا على الحسن. قال: قلت: والله ما كذبت عليه.