لا يتولين رجل غير مواليه، ولا يدعى إلى غير أبيه، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله متتابعة إلى يوم القيامة، ألا لا تنفق امرأة من بيت زوجها إلا بأذن زوجها، فقال رجل: ومن الطعام يا رسول الله؟ قال: وهل أفضل أموالنا إلا الطعام؟ ألا إن العارية مؤداة، والمنحة مردودة، الدين مقضي، والزعيم غارم " وحدث سعيد عن بن أبي سعيد المقبري قال:
جئت إلى عبد الله بن عمر وهو يناجي رجل، فظننت إنه يحدثه، فأدخلت رأسي بينهما، فصك في صدري، فدهشت وضحكت، فقال: مجنون أنت؟ قال: قلت ظننت إنك تحدثه بحديث، فقال ابن عمر: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا كان اثنان يتناجيان فلا تدخل بينهما " قال هشام بن عمار: قلت لابن المقبري: ممن أنتم؟ قال: من بني ليث من كنانة، قلت: فلم سميتم المقبري؟ قال: بما ترى. وأشار إلى المقبرة بجوارها.
كان سعيد بن أبي سعيد مولى بني ليث قد كبر حتى اختلط قبل موته بأربع سنين، ومات في أول خلافة هشام بن عبد الملك سنة ثلاث وعشرين ومئة، وكان ثقة، كثير الحديث.
وكان أبو سعيد كيسان مكاتباً لامرأة من بني ليث.
قال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت سعيداً المقبري بعدما كبر يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما أسفل الكعبين من الإزار في النار.
قال أبو معشر: كان سعيد المقبري ربما أنشد الشعر، ويمزح بالشيء ويقول: هو أبل اللسان.
وقيل: توفي سعيد بن أبي سعيد سنة سبع وعشرة ومئة، وقيل: خمس وعشرين، وقيل: سنة ست وعشرين.