قال أبو حازم: لا تعادين رجلاً ولا تناصبه حتى تنظر إلى سريرته بينه وبين الله عزّ وجلّ، فإن تكن له سريرة حسنة فإن الله تبارك وتعالى لم يكن يخذله بعداوتك له، وإن كانت له سريرة رديئة فقد كفاك مساوئه، ولو أردت أن تعمل به أكثر من معاصي الله لم تقدر.
قال أبو حازم: عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح.
وقال: من أعجب برأيه ضلّ، ومن استغنى بعقله زلّ.
وقال: لا تقتدين بمن لا يخاف الله بظهر الغيب، ولا يعف عن العيب ولا يصلح عند الشيب.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: قلت لأبي حازم يوماً: إني لأجد شيئاً يحزنني، قال: وما هو يا بن أخي؟ قلت: حبي للدنيا، قال: أعلم يا بن أخي هذا لشيء ما أعاتب نفسي على بعض شيء حببه الله إليّ، لأن الله تعالى قد حبب هذه الدنيا إلينا، ولكن لتكن معاتبتنا أنفسنا في غير هذا، ألا يدعونا حبّها إلى أن نأخذ شيئاً من شيء يكرهه الله، ولا نمنع شيئاً من شيء أحبّه الله، فإذا نحن فعلنا ذلك لم يضرنا حبنا إياها.
قال أبو حازم: إن المؤمن إذا نظر اعتبر، وإذا سكت تفكر، وإذا تكلم ذكر، وإن أعطي شكر، وإن منع صبر، والفاجر إن نظر لها، وإن تكلم لغا، وإن سكت سها، وإن أعطي بطر، وإن منع كفر.
قال سفيان: قيل لأبي حازم: ما القرابة؟ قال: المودة. قيل: فما الراحة؟ قال: دخول الجنة.