كان عبد الرحمن بن مهدي يقول: الحُفاظ أربعة: عمرو بن مرة، ومنصور، وسلمة بن كهيل، وأبو حصين.
كان طلحة يقول: ما اجتمعنا في مكان إلا غلبنا هذا القصير على أمرنا، يعني سلمة بن كهيل.
وكان في سلمة تشيع قليل، وهو من ثقات الكوفيين.
وقال يحيى بن معين: سلمة بن كهيل شيعي مغال.
وقال غيره: هو ثقة ثبت، على الشيعة.
حدث يحيى ين إسماعيل بن سلمة بن كهيل قال: كانت لي أخت أسن مني، فاختلطت وذهب عقلها، وتوحشت، وكانت في غرفة في أقصى سطوحنا، فمكثت بضع عشرة سنة، وكانت مع ذهاب عقلها تحرص على الطهور والصلاة، وتتفقد الأوقات، وربما غلب على عقلها أياماً فتحفظ ذلك حتى تقضيه. فبينما أنا نائم ذات ليلة إذا باب بيتي يدق في نصف الليل، فقلت: من هذا؟ قال: لخه! فقلت: أختي! قالت: أختك، فقلت: لبيك، فقمت وفتحتُ الباب، فدخلتْ ولا عهد لها بالبيت من أكثر من عشر سنين، فقلت لها: يا أختاه، خير؟! قالت: خير، أتيت الليلة في منامي، فقيل لي: السلام عليك يا لخة، فرددت، فقيل لي: إن الله قد غفر لجدك سلمة وحفظك بأبيك إسماعيل، فإن شئت دعوت الله، فأذهب ما بك، وإن شئت صبرت ولك الجنة، فإن أبا بكر وعمر شفعا لك إلى الله لحب أبيك وجدك أباهما. قالت: فقلت: إن كان لا بد من اختيار أحدهما فالصبر على ما أنا فيه، والجنة، وإن الله لواسع لخلقه لا يتعاظمه شيء إن شاء أن يجمعهما لي فعل قيل: قد جمعهما لك، ورضي عن أبيك وجدك لحبها أبا بكر وعمر، قومي فانزلي. فأذهب الله ما كان بها وعادت إلى أحسن الحال.
وقيل: توفي سنة ثلاث وعشرين ومئة. وقيل: إنه جيء به في محمل، مات بطريق مكة.