برجله، وقال: يا سواد بن قارب أتعقل أم لا تعقل؟ قال: قلت: وما ذلك؟ قال: ظهر بمكة نبي يدعو إلى عبادة ربه الحق، اسمع، أقل لك، قال: قلت: هات. قال:
عجبت للجن وأخبارها ... ورحلها العيس بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمنوها مثل كفارها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ... بين روابيها وأحجارها
قال: فعلمت أن الله قد أراد بي خيراً، فقمت إلى بردة ففتقتها فلبستها، ووضعت رجلي في غرز الناقة، ثم أقبلت حتى انتهيت إلى بيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته فقال: إذا اجتمع المسلمون قمت، فقل: من الطويل
أتاني نجي بعد هدء ورقدة ... ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليالٍ قوله كل ليلة ... أتاك رسول من لؤي بن غالب
فشمرت عن ذيل الإزار ووسطت ... بي الذعلب والوجناء غبر السباسب
وأعلم أن الله لا رب غيره ... وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة ... إلى الله يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بمهما شئت يا خير مرسل ... وإن كان فيما جاك شيب الذوائب
زاد في رواية
وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة ... سواك يمن عن سواد بن قارب
قال: فسر المسلمون بذلك، فقال عمر بن الخطاب: هل تحس منها شيئاً؟ قال: أما منذ علمني الله القرآن فلا.
وفي رواية: فقال له عمر: هل يأتيك رئيك الآن؟ فقال: منذ قرأت القرآن لم يأتني، ونعم العوض كتاب الله من الجن.