جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين حلاً خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به ... فأفلح من أمسى رفيق محمد
فيال قصي ما زوى الله عنكم ... به من فعال لا تجارى وسؤدد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاةٍ حائلٍ فتحلبت ... له بصريحٍ ضرة الشاة مزبد
فغادره رهناً لديها لحالبٍ ... لجرتها في مصدرٍ ثم مورد
فأصبح الناس قد فقدوا نبيهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذوا على خيمتي أم معبد لحقوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأجابه حسان فقال: من الطويل
لقد خاب قومٌ زال عنهم نبيهم ... وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فزالت عقولهم ... وحل على قوم بنورٍ مجدد
وهل يستوي ضلال قومٍ تسفهوا ... عمىً وهداةٌ يهتدون بمهتد
نبي يرى مالا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كل مشهد
وإن قال في قومٍ مقالة غائبٍ ... فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد
ليهن أبا بكرٍ سعادة جده ... بصحبته من يسعد الله يسعد
ليهن بني كعبٍ مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
قال عبد الملك: بلغني أن أم معبد أسلمت وهاجرت. وعن علي بن الحسين قال: قال الحسن بن علي عليهم السلام: سألت خالي هند بن أبي هالة عن حيلة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان وصافاً، وأنا أرجو أن يصف لي منه شيئاً أتعلق به، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعرة، إن انفرقت عقيصته فرق وإلا