وأثنى عليه، ثم رفع يديه فقال: اللهم ضاحت بلادنا وأغبرت أرضنا وهامت دوابنا، اللهم منزل البركات من أماكنها، وناشر الرحمة من معادنها بالغيث المغيث، أنت المستفغر للأنام، فنستغفرك للجمات من ذنوبنا، ونتوب إليك من عظيم خطايانا. اللهم أرسل السماء علينا مدراراً واكفاً مغزوزراً من تحت عرشك، من حيث ينفعنا غيثاً مغيثاً، دارعاً رائعاً ممرعاً طبقاً غدقاً خصباً، تسرع لنا به النبات، وتكثر لنا به البركات، وتقبل به الخيرات، اللهم، إنك قلت في كتابك " وجعلنا من الماء كل شيء حي " اللهم، فلا حياة لشيء خلق من الماء إلا بالماء، اللهم وقد قنط الناس، أو م نقد قنط منهم وساء ظنهم وهامت بهائمهم وعجت عجيج الثكلى على أولادها، إذ حبست عنا قطر السماء، فدق لذلك عظمها، وذهب لحمها، وذاب شحمها، اللهم. ارحم أنين الأنة وحنين الحانة ومن لا يحمل رزقه غيرك، اللهم، ارحم من البهائم الحائمة، والأنعام السائمة، والأطفال الصائمة، اللهم، ارحم المشايخ الركع، ولأطفال الرضع، والبهائم الرتع، اللهم، زدنا قوة إلى قوتنا، ولا تردّنا محرومين، إنك سميع بالدعاء، رحمتك يا أرحم الراحمين فما فرغ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى جاءت السماء حتى أهمّ كلّ رجل منهم كيف ينصرف إلى منزله، فعاشت البهائم وأخصبت الأرض، وعاش الناس، كل ذلك ببركة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
سلام بن سليمان بن سوار أبو العباس الأعمى حدث عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي بسنده عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل به.