وروي أن هشام بن عبد الملك أرسل إلى سعيد بن خالد ينهاه عن تزويج الوليد بن يزيد، ويقول له: أتريد أن تتخذ الوليد فحلاً؟ فلم يزوجه إياها. فلما امتنع من تزويجه أنف وحلف بطلاقها إن تزوجها.
وقيل: إنه لم يتزوجها لسبب آخر، وهو أنه دخل دار أبيها يوم مات وهي بدمشق، وكانت تحته أختها أم عبد الملك بنت سعيد، فخرجت في ثياب مسفرة، فقالت له وهي لا تعرفه: ويلك ما ت أبي؟ فوقعت في نفسه، فطلق أختها وخطبها، فلم يزوجوه إياها.
والله أعلم بالصحيح من القولين.
كان الوليد بن يزيد قال: يوم أتزوج سلمى بنت سعيد بن خالد فهي طالق.
قالوا: وكتب الوليد بن يزيد إلى أمراء الأمصار أن يكتبوا إليه بالطلاق قبل النكاح " وكان قد ابتلى بذلك " فكتب إلى عامله باليمن فدعا ابن طاوس وإسماعيل بن شروس وسماك بن الفضل فأخبرهم ابن طاوس عن أبيه وإسماعيل بن شروس عن عطاء بن أبي رباح وسماك عن وهب بن منبه أنهم قالوا: لا طلاق قبل النكاح. ثم قال سماك من عنده: إن النكاح عقدة تعقد، والطلاق يحلها، فكيف تحل عقدة قبل أن تعقد؟ فأعجب الوليد من قوله وأخذ به وكتب إلى عامله على اليمن أن يستعمله على القضاء.
وقال الوليد في سلمى أشعاراً كثيرة فمنها: من الوافر
ألا ليت الإله يجي بسلمى ... كذاك الله يفعل ما يشاء
فيخرجها فيطرحها بأرضٍ ... فيرقدها وقد سقط الرداء
ويأتي بي فيطرحني عليها ... فيوقظها وقد قُضي القضاء