للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روي أن أبا هريرة وابن السمط كانا يقولان: لا يزال المسلمون في الأرض حتى تقوم الساعة. وذلك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا تزال طائفة قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها.

قال ابن مندة: هذا حديث لا يعرف إلا من حديث الحمصيين.

حدث ابن السمط أنه خرج مع عمر إلى ذي الحليفة يريد مكة، فصلى ركعتين فسألته عن ذلك فقال: إنما أصنع كما رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صنع.

وعن شرحبيل بن السمط قال: طال رباطنا أو إقامتنا على حصن، فاعتزلت من العسكر أنظر في ثيابي لما آذاني مه. قال: فمر بي سلمان فقال: ما تعالج يا أبا السمط؟ فأخبرته، فقال: إني لأحسبك تحب أن تكون عند أم السمط، فكانت هي تعالج هذا منك. قلت: إي والله. قال: لا تفعل، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: رباط يوم وليلة، أو يوم أو ليلة كصيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً أجري عليه مثل ذلك من الأجر وأجري عليه الرزق وأمن من الفتان، واقرؤوا إن شئتم: " والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقاً حسناً " إلى آخر الآيتين.

ولما بُغت معاوية، أطبقوا على منع الصدقة، وأجمعوا على الردة قام شرحبيل بن السمط وأبوه في بني معاوية وقالا: والله إن هذا لقبيح بأقوام أحرار التنقل، وإن الكرام ليكونون على الشبهة فيتكرمون أن ينتقلوا منها إلى أوضح منها مخافة العار، فكيف بالرجوع عن الجميل وعن الحق إلى القبيح والباطل؟ اللهم، إنا لا نمالئ قومنا على هذا،

<<  <  ج: ص:  >  >>